من منا لا يعرف موقع “بوكينج” (Booking) الإلكتروني، والذي يعد الأكبر والأكثر شهرة لحجز الفنادق في العالم حيث بلغت أرباح هذا الموقع في عام 2019 م الخمس مليارات يورو، أرباح طائلة تطرح العديد من التساؤلات عن أسباب نجاح هذه العلامة التجارية .
في هذا المقال سنقتصر على استراتيجيات التسويق الرقمي كأحد أهم أسباب تفوق موقع بوكينج والتي مكنته من اعتلاء عرش حجوزات الفنادق في كوكبنا!
1- موقع سهل الإستخدام:
يتميز موقع وتطبيق بوكينج بالبساطة في التصميم ما يتيح للعميل البحث عن أماكن الإقامة وحجزها بسرعة وفقا لمجموعة من الخيارات (مثل الميزانية وعدد الغرف وغيرها من التفضيلات)
2- إعلانات الدفع مقابل النقر – PPC:
تنفق شركة بوكينج بسخاء على إعلانات “الدفع عند النقر” لوعيها التام أن هذا النوع من الاعلانات له نتائج سريعة وملموسة. ليس في الأمر سر، إذ تعتمد بوكينج بقوة على أداة جوجل أدز Google Ads لتصدر عمليات البحث خاصة على محرك بحث جوجل ما يجعل الموقع يتصدر المراتب الأولى في مجال السياحة والفنادق.
3- التسويق بالمحتوى وتصدر نتائج البحث:
تتميز واجهة موقع بوكينج بعنصرين لا ثالث لهما: المحتوى البسيط الذي يلامس حاجة العميل والتصميم والصور الجذابة التي تحفّز العميل على التصفح والاستمتاع بما يحتويه الموقع.. وهو ما يؤدي لما يسمى بــ “ولاء العميل” بالإضافة اهتمام بوكينج بالتحسين المستمر لمحتوى الموقع من خلال تقنيات SEO
4- إعادة استهداف العميل:
هل صادف أن فتحت يوما موقع بوكينج ثم بعد غلقه وجدت ما تبحث عنه في حساباتك على مواقع التواصل الإجتماعي 😊 ذلك ما يسمى “إعادة الإستهداف Retargeting”
يُعدّ موقع بوكينج أحد روّاد هذه التقنية خاصة ما يسمى Display targeted ads والغاية من إعادة الاستهداف تذكير العملاء المحتملين الذين أبدوا سابقا اهتمامهم بالمنصة مما يزيد من احتمالية عودتهم لإتمام عملية الحجز.
5- قنوات متعددة للتسويق .. لكن بذكاء:
يستخدم موقع بوكينج مجموعة من قنوات التسويق الرقمي، بما في ذلك الإعلان على محركات البحث، والإعلان على وسائل التواصل الاجتماعي، والتسويق عبر البريد الإلكتروني، والتسويق بالمحتوى، للوصول إلى جمهور واسع وتحفيزه على الحجز .. التعدد ليس المقصود منه التواجد على جميع منصات التواصل دون جدوى 😊 وإنما المقصود من ذلك الاستهداف الفعال لما يناسب كل عميل بناء على بياناته.
تلك بعض الاستراتيجيات الرقمية التي تعتمدها بوكينج في التسويق والتي تستخدم فيها أدوات رقمية متاحة للجميع.
ما يميز الشركات الكبرى مثل بوكينج وغيرها في تعاملها مع العملاء هو الواقعية والبساطة فهُما جانبان مهمان في التسويق، حيث تعني الواقعية توقعات مبنية على حقائق وبيانات “موثوقة”، أما البساطة فتعني إرسال رسائل تسويقية بسيطة وسهلة الفهم، والتي يمكن للعملاء فهمها بسرعة وبدون تعقيد.